أنظمة وقوانين
الـمدرســـــــة

       إنّ الحريّة لَهِيَ أمرٌ مريح، ولكن فلنكن على يقين بأنّ الراحة ليست بالضّرورة هي أمرٌ ايجابيّ، فلو أعطَينا -على سبيل المثال- الراحة لعقلنا (بحجة أنّنا أحرار ونستطيع فِعل ما يحلو لنا)، لَضعُفت خلاياه وتلفت! ولو أعطينا -لنفس السبب السابق- الراحة لجسمنا لضعفت عضلاته واستسلم للكسل وقلة الحركة. إنّ رغباتنا كالأطفال؛ كلّما أصغينا لمتطلباتها اتسّعت وازدادَتْ أكثر! 
لهذا، يجب أن نرسم حدودًا لأنفسنا كما نرسمها لسوانا، يجب أن نعوّد أنفسنا على الحرمان لتكون أقوى وأنفع. فمثلاً؛ كلما ازدادت ساعات نومنا ازداد خمولنا، وكلّما ازداد إرضاء أمعائنا بما لذّ وطاب من الطّعام ازداد نَهَمُها أكثر، وكلّما جعلنا أصابعنا في آذاننا كلّما تكلّم كبيرنا ضِعنا وضاعت تقاليدنا وهويتنا أكثر، وبعدها لن ينفع الندم.

نحن كمؤسّسة تربوية نضع نُصب أعيننا تأسيس جيلٍ واعٍ يحمل معه رسالتنا وتقاليدنا وهويتنا إلى الجيل الذي يليه، نفخر ونفرح بكل طالبٍ يحمل مبادئ مثالية، ويعتصر قلبنا ألمًا عندما نرى أفرادًا يبتعدون عن المبادئ والقيم. نحن في أمسّ الحاجة للطالب ذو الأدب والوعي الكبيرَيْن، الذي يتمتّع بقوّة الشخصية والإقناع والذي يقف على أرض صلبة من الحق. 

أعزاءنا الطلاب، لقد كان كلّ واحدٍ منّا -معلمون وأهالي- في عمركم يومًا ما، خُضنا تجاربَ علّمتنا الكثير، وكلّ ما نحاول أن نوصله إليكم أنْ كونوا أذكياء بالتعلّم مِن تجارب مَن سبقكم، لستم مضطرين للوقوع في نفس المطبّات.  

ما وُضعت القوانين إلا لتنظّم حياتنا، وعند الالتزام بها (ولو كان في الأمر بعض التنازلات عمّا نرغب به) فإنّنا نساهم في تنمية بيئة ايجابية تؤول إلى الكمال.